بن عثمان أحمد
عضو جديد
 عدد الرسائل : 40
العمر : 62
تاريخ التسجيل : 02/01/2009
 | موضوع: خاطرة "سفينة النجاة"  الثلاثاء مارس 17, 2009 12:51 pm | |
| وقد رأيتني أتدفق في ظلمات ثلاث،ورحمة الله تحيطني من كل جانب حتى خرجت بإذن الله من النفق الأخير المظلم..إلى مكان أوسع ،وأرحب،وأفضل ،وأحسن، فيه ما تطيب له النفس ،وما يتمناه الإنسان لكن تجري الرياح بما لاشتهي السفن..الذي حيرني أن المكان لا ينزل فيه أحد إلاّ أحبه،وحبّ أن يعيش فيه دون أن يغادره طرفة عين إلاّ من عصمه الله من هذه الفتنة فهو حلو خضر فيه ما تشتهيه النفس ،وتقع عليه العين ،وتعشقه الأذن، ومن النساء خلق عظيم حسناوات جميلات كاسيات عاريات قلّ من ينجو من إغوائهن فهن فتنة كبيرة، وحبائل الشيطان..؛وقد قطعت شوطا كبيرا بحثا عن أصدقاء فلم أجد إلاّ قليلا ممن يناسبني والأرض التي وصلنا إليها لم تكن مستوية فيها منحدرات ،وعقبات،وأشواك..ومصائب،ومخاطر لا تعد ،ولا تحصى وهنا تذكرت قول القائل:" ارتفاع الأخطار باقتحام الأخطار" فافترقنا ،وكل واحد ذهب مذهبه،وأخذ مسلكا يناسبه لكن هدفنا واحد ،وقبلتنا واحدة وهو أن نصل إلى شاطئ النجاة لعلنا نجد السفينة فنركبها ،وننجو من هذه المهالك،والمفاوز التي قد امتلأت بالمخاطر لا ينجو منها إلا من كان صادقا قويا ثابت الجأش صابرا محتسبا وما هي إلا مسافات طويلة حي أنهكني التعب ،وأخذ مني مأخذا عظيما..لكن أخيرا لمح لي بصيص من الأمل إذ رأيت رجلا يلبس ملابس بيضاء لا يرى عليه أثر السفر..فأرشدني إلى شاطئ البحر قائلا :" خذ هذا الطريق فهو أقرب المسالك للنجاة من المهالك." فكان محقا فوصلت إلى المكان المراد فجلست أنتزع التعب انتزاعا حتى ظهرت سفينة النجاة ،وعلى رأسها ربان ،وما إن اقتربت حتى لمحت فيها عددا قليلا من النساء المتحجبات،وقد غمرهن الحياء ،والعفاف ،والطهارة ما رأيت صنفا مثلهن فقلت في نفسي سبحان الله ما أجملهن ..فأردت الركوب فمنعني قائد السفينة وقال لي بالحرف الواحد:" ليس هنا مكانك فقلت بالله عليك: خذني معك ،وأجرك على الله فقالك" هذه السفينة خاصة بالنساء اللواتي أطعن أزواجهن، وحصن فروجهن ،ووصمن شهرهن أما أنت فانتظر ساعة هنا ستأتي سفينة أخرى تحملك إذا توفرت فيك الشروط الآتية فقلت :" ما هي؟ فقال: :"تقوى الله ،وصالح الأعمال...ثمّ أنشد يقول:" إن لله عبادا فطنا ***طلقوا الدنيا ،وخافوا الفتنا. نظروا فيها فلما علموا***أنها ليست لحي سكنا. جعلوها لجة، واتخذوا***صالح الأعمال فيها سفنا
فانتبهت من غفلتي فقلت:" اللهم أهدني فيمن هديت ،وعافيني فيمن عافيت ،وتولني فيمن توليت ،وبارك لي في ما أعطيت ،وقني،واصرف عني شرّ ما قضيت إنّك تقضي ولا يقضى عليك و إنه لا يذلّ من واليت ،ولا يعزّ من عاديت تباركت ربنا ،وتعاليت لا منجى ،ولا ملجأ منك إلاّ إليك أستغفرك ،وأتوب إليك..وصل اللهم على سيدنا محمد ، على آله ،وصحبه ،وسلّم تسليما إلى يوم الدين..  | |
|
