إن أيام الإنسان معدودة،وأنفاسه محسوبة،وكل شيء مسجل عليه..ولكل بداية نهاية ،والرجوع إلى الأصل حتمية لا مفرّ منها قال الله تعالى :" فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون." ؛والدنيا مهما طالت فهي قصيرة؛ومهما كثرت خيراتها فهي قليلة ،وسميت كذلك لدنوها ،وقرب آجالها..أو لأنها لا تساوي شيئا عند الله تعالى ،ولو كانت الدنيا تساوي جناح بعوضة ما سقى بها الكافر جرعة ماء يوم القيامة ؛ومن مات فقد قامت قيامته ...فاعلم أيها الإنسان أنك ستغادر هذه الأرض،وإن طال الزمن،أو قصر،وتترك آثارك وراءك شاهدة عليك إن كانت خيرا فخير،وإن كانت شرا فشر..ولايخفى على ذي لب أن المركب الذي نركبه عظيم ،ولا فرق بين الصغير ،والكبير ،والمرأة والرجل ،والغني ،والفقير ،والحاكم والمحكوم كل منا سيمدّ عليه مدّا جثة هامدة لا حركة فيها ،ولا أنفاس محمول على أعناق الرجال نحو المقر ،والمستقر الأخير إلى الأرض قال الله تعالى:" منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى."نحو مكان الظلمة ،والديدان فلا كهرباء ولا مكيفات هوائية ولا ماء بارد ولا أفرشة ،ولا ديباج ولا أرائك إلا تقوى الله ،والعمل الصالح ..تذكر ذلك اليوم العظيم ،وأنت تغادر الدنيا إلى الآخرة التي لا تزول ،ولا تفنى
ولدتك يا ابن آدم باكيا**والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا** في يوم موتك ضاحكا مسرورا.
إنها العدالة الإلهية، وناموسا ربانيا كتبه الله على المخلوقات جميعا قال تعالى:" كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام."إنه سفر لا رجوع بعده..اللهم إن السفر طويل ،والزاد قليل فاجعل زادنا كثيرا عظيما يبلغنا رحمتك ،وعفوك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين..ويا أصدقائي في موقع جيران أن انقطعت كلماتي عن العطاء إما لمرض ألمّ بنا أو انتقال إلى جوار ربيا ..فإن كانت الثانية فلا تنسوني من خالص دعائكم الكريم الطيب. 
الخميس مارس 26, 2009 9:19 am