بسم الله
الرحمن الرحيم والصلاة ،والسلام على أشرف المرسلين ،وعلى آله ،وصحبه ،وسلّم تسليما
إلى يوم الدين أمّا بعد:السلام عليكم ،ورحمة الله ،وبركاته.. لقد كانت خيبر تتكوّن
من شطرين في أحدهما خمسة حصون ،وفي الأخر ثلاثة حصون. بدأ المسلمون هجومهم بقيادة
علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- على حصن منيع ناعم،وكان خطّ الدفاع الأوّل لليهود
لمكانه الاستراتيجي ففتحه..ثمّ هاجموا بقيادة الحباب بن المنذر-رضي الله عنه-
الحصن الثاني،وكان يسمى حصن الصعب ففتحوه أيضا..هرب اليهود بعد سقوط هذين الحصنين
إلى موقع عال يسمى قلعة الزبير،فحاصره المسلمون ثلاثة أيام،ثمّ جاء من يخبر الرسول
-صلى الله عليه،وسلم-أنّ هناك مورد سريا يزوّد الحصن بالماء فطلب الرسول-صلى الله عليه ،وسلم- قطعه.ثمّ خرج اليهود ،وقاتلوا
قتالا شديدا،قتل فيه نفر من المسلمين،ثمّ سقطت هذه القلعة،وانتقل القتال إلى قلعة
أبيّ،إلى أن سقطت،فتسلل اليهود إلى حصن نزار،وهو آخر حصن في الشطر الأوّل.تحصن فيه
اليهود؛ في حصن النزار الذي يقع على جبل مرتفع،واستخدموا النبال،وحجارة المنجنيق
ضد المسلمين..وعندها أمر النبيّ -صلّى الله عليه ،وسلّم- باستخدام المنجنيق التي غنموها من الحصون
الأولى،فأوقعت خللا في جدران الحصن،فاقتحمه المسلمون،ودار قتال مرير انهزم فيه
اليهود،وفروا تاركين عائلاتهم..وبذلك تمّ فتح الشطر الأوّل من خيبر،تسلل اليهود
إلى الشطر الثاني ،ففرض عليهم المسلمون حصارا دام أربعة عشر يوما،وقبل أن
يأمر الرسول -صلّى الله عليه ،وسلّم- بقصفه بالمنجنيقات طلب اليهود الصلح ،والتفاوض.إنها
رحلة عظيمة في حصون اليهود الذين كانوا يقاتلون -دائما-وراء جدر بأسهم بينهم شديد، تحسبهم
جميعا،وقلوبهم شتى كانوا يظنون أنهم لن يهزمهم أحد لكن القائد الأعظم -صلى الله
عليه ،وسلم- استطاع بحنكته وسياسته السليمة ،وتدبيره في القتال أن يهزم اليهود شرّ
هزيمة ففروا كالأرانب ،ودخلوا في جحورهم صاغرين إنّها الذلة ،والمهانة ،والخزي
،والعار..ما أعظمه من نصر،وما أشدّه فما عساني أقول إلاّ أن أردد هذه العبارة التي
تثلج الصدر وتفتح باب الأمل أمامنا:"خيبر خيبر يايهود جيش محمد-صلى الله عليه
،وسلّم-سيعود!!