لا يخفى على كلّ من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من
البلدان من تبرج الكثير من النساء،وسفورهنّ ،وعدم تحجبهن من الرجال
،وإبداء الكثير من زينتهن التي حرّم الله عليهن ؛إبداءها ،ولا شكّ أنّ ذلك
من المنكرات العظيمة،والمعاصي الظاهرة ،ومن أعظم أسباب حلول العقوبات لما
يترتب على التبرّج،والسفور من ظهور الفواحش ،وارتكاب الجرائم..؛وفتنة
المرأة لاتتمثل في جمالها فحسب ،وإنّما هناك أدوات تستخدمها لتزيد جمالها
فتنة مثل الأزياء ،ومستحضرات التجميل، ،والمساحيق ،والعطور،والحلي..؛وكلّ
هذا لتوقع الرجل في حبائلها،فلا يفلت منها أبدا فهي تبحث عمّا يشدّه
إليها،ويغريه بها،ويجعل لها سلطانا عليه؛فإذا لبست ثوبا طويلا فإنّما تفعل
ذلك لكي تجعل الرجل يفكّر فيما تخفيه من محاسنها.وإذا لبست ثوبا قصيرا
فإنّما تودّ أن يملأ الرجل عينيه من جمال ساقيها،وإن تعطّرت فلكي يستاف
الرجل شذاها ،ويشمّ عبيرها؛والعجيب أنّ المرأة تتخذ من الوسائل ما يجرّ
الرجل إليها جرّا ،وتجعله طوع بنانها إذا أمكن..؛والعجيب أنّ الرجل هو
الذي يعطي المرأة هذه الوسائل ..فهو الذي يبتكر الأزياء..وهو الذي يصنع
المساحيق..وهو الذي يحضّر العطور..وهو الذي يصوغ الحلي..وهوالذي يصفف
المرأة شعرها..؛ومثل الرجل في ذلك كمن يصنع سلاسل ،وأغلالا ثمّ يعطيها رجل
الشرطة ليضعها في يديه ،ورجليه..؛ولا يكتفي بذلك فحسب،بل تملأ الابتسامة
وجهه،والفرحة قلبه بهذه القيود ،والمرأة تعلم تماما أنّها يمكن أن تفتن
الرجل،وتحوّله عبدا لاحول له ،ولا قوّة..؛فالثياب التي تضغط جسدها،وتصف
مفاتنه،وتشفّ عنها حتّى كأنّ الجسد يصيح بأعلى صوته عن كلّ عضو
فيه..والمساحيق التي تخلق رونقا،وبهاء في المرأة،حيث تجعل من الخدين
وردتين،ومن الشفتين ياقوتتين.؛والخضاب الذي يكسوالشعر ألوانا زاهية برّاقة
تأسر العيون ،وتصطبي القلوب..وطلاء الأظافر الذي يضفي عليها جاذبيّة،وسحرا
،وفتونا..والعطور التي تحدث نشوة في الأنوف،ووانتعاشا في الأجساد؛والحلي
التي تزيّن بها المرأة..فتجعل قلب الرجل يدقّ دقّا،وسمعه يتحرك
تحرّكا.."والأذن تعشق قبل العين أحيانا"...؛والهدف وراء ذلك هو جذب الرجل
إليها جذبا كما تجتذب الزهرة أسراب النحل..؛حقبقة -لاشكّ فيها-إنّ المرأة
إذا خرجت عن طاعة الله تكون فتنة لنفسها ،ولغيرها..ولاحول ،ولا قوّة إلاّ
بالله..
السبت يناير 31, 2009 2:23 pm