ثمن الخلود
قصة قصيرة
تأليف مصطفى طراد
أمام المرآة وقفت تعد سنين عمرها
تتأمل جسدها النحيل
عبثت فى خصلات حلمها
رأت نفسها .. بين الحوريات ، يتراقصن فى أروِقة الجنَّة على ترنيمات لم تسمعها قبلا
يتنفسن عبيرا ذكيا بمليء الصدور .. سألت .
- ريحكم طيب .. ما اسمه ؟
- سمه أريج الطاعة .. الحب .. أو .. أريج الحرية
- ياله من عطر
- تستطيعين شراؤه
- بكم ؟
- بعمرك .. تشترينه والخلود
- بعمري فقط ؟
- أكثير ؟
- كلا .. ليته يكفى
انتبهت الى المرآة تكمل زينتها .. ولِمَ لا ؟ فهي اليوم على موعد للقاء الأحبة ،
تاق وجدها للحلم
رأتهم فى انتظارها .. يلوِّحون .. هيا اصعدي إلينا ..
هنا لا يوجد قهر ولا ذل ..
لا يوجد رياء ولا كذب ولا نفاق .. لا يوجد خنوع ولا انكسار .. أسرعي ..
فالرؤية من أعلى أكثر وضوحا ..
أسرعي لترين كيف يقامر بشرفك الجبناء ، وكيف تنتهك الحرمات
فتحت عينيها .. ارتدت ثوب الزفاف ..
اكتملت زينتها حينما احتضن خصرها الحزام المرصع بجواهر شديدة الصياح والزغردة ..
ركبت دابة حلمها ..
انطلقت .. دخلت وكر الشياطين .. شدت وثاقها ..
تحررت عندما انفجرت
تناثرت أشلاء الشياطين .. سالت دماؤهم عطنه تلوث الأرض
بينما دماؤها تصعد الى السماء .. تعانق الحوريات .. تصافح إخوانها .. آباءها والجدود
يدها على الأرض .. تغرس زيتونة وقنبلة
===========